عقلنة العرب! هل يحتاج المجتمع العربي إلى عقلنة؟

22 يناير  .   4 دقائق قراءة  .    812

Photo by Siti Rahmanah Mat Daud on Unsplash

يرى (روبن) أن الأفكار العقلانية: هي الأفكار الواقعية التي يمكن التحقق من صدقها واقعياً ومعززة للحياة، أما الأفكار اللاعقلانية فهي الأفكار غير الواقعية وغير المنطقية والتي لا يمكن التحقق من صدقها واقعياً وتقلل من استمتاع الفرد بالحياة. (Robin, M. W: 1993, p. 169).

ويصنف العقلية العربية بالعقلية المتخلفة مقارنة مع عقليات الشعوب الغربية التي سلكت طريق العلم والديمقراطية والتحديث فهل المجتمع العربي يحتاج إلى عقلنة؟

العقلنة Rationalaiztion : ليس معنى العقلنة التعقيل أي جعل ما هو غير عقلاني عقلانياً بمعنى تصحيحه. بل تعني العقلنة استنباط تفسير عقلاني، مقبول، للفكر أو الرأي أو النص أو السلوك الذي يكون أصله غامضاً أو خافياً أو في اللاشعور لتبرير وجوده وغموضه أو لإزالة ما يبدو غير عقلاني من عناصره، أو لجعله عقلانياً أو متلائماً مع العقل، أو لتفسيره بصورة عقلانية (أي عقلانياً) وللعقلنة معنى الترشيد في الاستعمالات الأخرى. (غيبة، 1999، 39). 

بالنسبة لـ(ماكس فيبر): تتضمن العقلنة ما يلي:

·      تنظيماً اقتصادياً وتنظيم المصنع من قبل وسائل بيروقراطية وحسابات المنافع بواسطة إجراءات منتظمة محسوبة.

·      في الدين، تطور اللاهوت من قبل مكانة المثقفين واختفاء السحر واستغلال المقدسات الدينية من قبل المسؤولية الشخصية.

·      في القانون، تآكل القانون الخاص والقانون العشوائي وقانون الحالة الخاصة بواسطة اختزال الأسباب القانونية على أساس القوانين العامة.

·      في السياسة، انهيار المعايير التقليدية للشرعية.

·      في السلوك المعياري تأكيد كبير على الاتساق والتدريب.

·      في العلم، فشل الإبداع الفردي ونمو الفرق البحثية والتجارب المتعاونة.

·      في المجتمع ككل، انتشار البيروقراطية وسيطرة الدولة وإداراتها.

تتضمن العقلنة فصل الفرد عن المجتمع المحلي والأسرة والكنيسة. (العمر، 2000، 355 - 356).

 إذن درجة العقلانية هي المؤشر الأساسي لحالة التخلف والتحضر.  فالتخلف هي الحالة التي تتناقض مع درجة العقلانية التي حققها المجتمع الإنساني في مرحلة من مراحل تطوره فهل يمكن اعتبار التفكير الديني تفكيراً عقلانياً في هذه المرحلة التي دحض فيها العقلانية العلمية الكثير من المسائل التي كان التفكير الديني يعتبروه من ثوابتها؟ 

عرف (كرين برينتون) العقلانية بأنها: مجموعة من الأفكار تفضي إلى الاعتقاد بأن الكون يعمل على نحو ما يعمل العقل حين يفكر بصورة منطقية وموضوعية. رغم أنه يعترف بوجود محاولات في عصر التنوير للتقريب بين ما سماه العقيدة العقلانية وبين المسيحية، إلّا أنه يعتقد أن هذه المحاولات باءت بالفشل لأن في اعتقاده أن المفكر العقلاني أصبح يسوي بين المعقول والطبيعي، فالعقلاني بهذا ينفي أي وجود لخوارق غير طبيعية كما ينفي وجود أي عوالم غيبية. (برينتون، 1984، 121 -119).

نصل بهذا التعريف إلى أن أوج ما توصل إليه العقل البشري في مراحل تطوره هو التفكير العلمي وبدوره حاول الإنسان علمنة المجتمع والدولة.

التفكير العلمي: هو ذلك النوع من التفكير المنظم، الذي يمكن أن نستخدمه في شؤون حياتنا اليومية، أو في النشاط الذي نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة، أو في علاقاتنا مع الناس ومع العالم المحيط بنا. وكل ما يشترط في هذا التفكير هو أن يكون منظماً، وأن يبنى على مجموعة من المبادئ التي نطبقها في كل لحظة دون أن نشعر بها شعوراً واعياً، مثل مبدأ استحالة تأكيد الشيء ونقيضه في آن واحد، والمبدأ القائل إن لكل حادث سبباً، وإن لكل حادث سبباً، وإن من المحال أن يحدث شيء من لا شيء. (زكريا، 1978، 5- 6).

وبذلك فإن العلمانية كمفهوم فكري – سياسي - اقتصادي – اجتماعي، يتضمن بناء وتنظيم المجتمع والدولة بالاستناد إلى سلطان ومرجعيّة العقل، مع حياد الدولة إزاء الأديان والعقائد.

  7
  1
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
Maher
22 يناير
مقال غني لكن حتى الأديان هي منتج من هذا العقل العقل هذا الذي أنتج الوقائع كلها الجميل منها والقبيح الحلو والمر... العقلنة اعتقد أنها أساسية ومنها الانطلاق وهذا مبدأ لكن الحل لن يكون منها على الإطلاق. علي البحث بالطبع أكثر و وددت لو كان بالإمكان أن نناقش مقالاتك الرائعة سوية على فنجان قهوة وتخبرني أكثر عن هذا المواضيع الشيقة تحياتي
  1
  0